الصفحة الرئيسية سجل الزوار راسلنا
» الرواية الاولى لشهادة الامام الجواد ع  
» مواضيع دينية




انا لله وإنا اليه راجعون

عظم الله لك الاجر ياصاحب العصر والزمان

في فتوح أعثم ومقتل الخوارزمي وغيرهما ، قالوا : وساق القوم حرم رسول الله ( ص ) كما تساق الاسارى ، حتى إذا بلغوا بهم الكوفة خرج الناس ينظرون إليهم ، وجعلوا يبكون ويتوجعون ، وعلى بن الحسين مريض ، مغلول مكبل بالحديد قد نهكته العلة ، فقال : ألا إن هؤلاء يبكون ويتوجعون من أجلنا ، فمن قتلنا إذن ؟ ( فأشرفت امرأة من الكوفة وقالت : من أي الاسارى أنتن ؟ فقلن : نحن أسارى آل ممد ( ص ) فنزلت وجمعت ملاءا وأزرا ومقانع وأعطتهن )

خطبة عقيلة الطالبين زينب ( ع ) :

وقال بشير بن حذيم الاسدي : نظرت إلى زينب بنت على يومئذ - ولم أر خفرة قط انطق منها كأنما تنطق عن لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) وتفرغ عنه - وأومأت إلى الناس أن اسكتوا فارتدت الأنفاس ، وسكنت الأجراس ، فقالت : " الحمد لله والصلاة على أبي محمد رسول الله وعلى آله الطيبين الاخيار آل الله ، وبعد ! يا أهل الكوفة ! ويا أهل الختل ، والخذل ، والغدر ! أتبكون ؟ فلا رقأت الدمعة ولا هدأت الرنة ، انما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوه أنكاثا . أتتخذون أيمانكم دخلا بينكم ؟ ألا وهل فيكم الا الصلف ، والطنف ، والشنف ( 2 ) وملق

الإماء وغمز الأعداء ، أو كمرعى على دمنة ، أو كقصة ( 3 ) على ملحودة ، ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون ، أتبكون وتنتحبون إي والله فابكوا كثيرا واضحكوا قليلا ، فلقد ذهبتم بعارها وشنارها ، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبدا وأنى ترحضون قتل سليل خاتم الأنبياء وسيد شباب أهل الجنة وملاذ خيرتكم ومفزع نازلتكم ، ومنار حجتكم ومدره ( 4 ) ألسنتكم ألا ساء ما تزرون وبعدا لكم وسحقا ، فلقد خاب السعي وتبت الأيدي ، وخسرت الصفقة وبؤتم بغضب من الله ، وضربت عليكم الذلة والمسكنة ، ويلكم يا أهل الكوفة . "

" أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم ، وأي دم له سفكتم ، وأي كريمة له أبرزتم وأي حريم له أصبتم ؟ وأي حرمة له انتهكتم ؟ لقد جئتم شيئا ادا تكاد السموات يتفطرن منه ، وتنشق الأرض منه ، وتخر الجبال هدا ، ان ما جئتم بها لصلعاء ، وعنقاء سوءاء فقماء خرقاء شوهاء ، كطلاع الأرض وملاء السماء أفعجبتم أن قطرت السماء دما ؟ ولعذاب الآخرة أشد وأخزى وأنتم لا تنصرون ، فلا يستخفنكم المهل ، فانه عزوجل لا يحفزه البدار ، ولا يخاف فوت الثار ، كلا ان ربكم لبالمرصاد . "

قال بشير : فو الله لقد رأيت الناس يومئذ حيارى ، كأنهم كانوا سكارى ، يبكون ويحزنون ويتفجعون ويتأسفون وقد وضعوا أيديهم في أفواههم . قال : ونظرت إلى شيخ من أهل الكوفة كان واقفا إلى جنبي ، قد بكى حتى اخضلت لحيته بدموعه وهو يقول : صدقت بأبي وأمي ، كهولكم خير الكهول ، وشبانكم خير الشبان ونساؤكم خير النسوان ، ونسلكم خير نسل لا يخزى ولا يبزى ( 5 ) .


1 ) ما بين القوسين في مثير الأحزان ص 66 ثم رجعنا إلى رواية ابن أعثم .
2 ) الأول الوقاحة والثاني فساد الأخلاق والثالث الكراهة . ( * )
3 ) وهى الجص .
4 ) كمنبر ، المقدم من اللسان .
5 ) تاريخ ابن أعثم 5 / 221 - 226 ، ومقتل الخوارزمي 2 / 40 - 42 . ولا يبزى : لا يقهر . ( * )
Powered by: InnoPortal Plus 1.2 - Developed by: InnoFlame.com