الصفحة الرئيسية سجل الزوار راسلنا
» الرواية الاولى لشهادة الامام الجواد ع  
» مواضيع دينية




آل رسول الله ( ص ) في دار الإمارة

روى الطبري بسنده ، عن حميد بن مسلم ، قال : دعاني عمر بن سعد فسرحني إلى أهله لأبشرهم بفتح الله عليه وبعافيته فأقبلت حتى أتيت أهله فأعلمتهم ذلك ، ثم أقبلت حتى أدخل فأجد ابن زياد قد جلس للناس وأجد الوفد قد قدموا عليه فأدخلهم وأذن للناس فدخلت فيمن دخل ، فإذا برأس الحسين موضوع بين يديه وإذا هو ينكت بقضيب بين ثنيتيه ساعة فلما رآه زيد بن أرقم لا ينجم عن نكته بالقضيب ، قال له : اعل بهذا القضيب عن هاتين الثنيتين فو الذي لا اله غيره ، لقد رأيت شفتي رسول الله ( ص ) على هاتين الشفتين يقبلهما ثم أنفضح الشيخ يبكى فقال له ابن زياد : أبكى الله عينيك فو الله لولا أنك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك

قال : فنهض فخرج فلما خرج سمعت الناس يقولون : والله لقد قال زيد بن أرقم قولا لو سمعه ابن زياد لقتله قال : فقلت : ما قال ؟ قالوا : مر بنا وهو يقول ، ملك عبد عبدا فاتخذهم تلدا أنتم يا معشر العرب العبيد بعد اليوم قتلتم ابن فاطمة وأمرتم ابن مرجانة فهو يقتل خياركم ويستعبد شراركم فرضيتم بالذل فبعدا لمن رضي بالذل

قال : فلما دخل برأس حسين وصبيانه وأخواته ونسائه على عبيد الله بن زياد لبست زينب ابنة فاطمة أرذل ثيابها وتنكرت وحفت بها إماؤها ، فلما دخلت جلست فقال عبيد الله بن زياد : من هذه الجالسة ، فلم تكلمه ، فقال ذلك ثلاثا ، كل ذلك لا تكلمه ، فقال بعض إمائها : هذه زينب ابنة فاطمة قال : فقال لها عبيد الله : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم فقالت : الحمد لله الذي أكرمنا بمحمد ( ص ) وطهرنا تطهيرا

لا كما تقول أنت انما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر ، قال : فكيف رأيت صنع الله بأهل بيتك .
قالت كتب عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجون إليه وتخاصمون عنده .
قال فغضب ابن زياد واستشاط قال : فقال له عمرو بن حريث : أصلح الله الأمير انما هي امرأة وهل تؤاخذ المرأة بشئ من منطقها انها لا تؤاخذ بقول ولا تلام على خطل

فقال لها ابن زياد : قد اشفى نفسي من طاغيتك والعصاة المردة من أهل بيتك ! قال : فبكت ، ثم قالت : لعمري لقد قتلت كهلي وأبرت أهلي وقطعت فرعى ، واجتثثت أصلي ، فان يشفك هذا ، فقد اشتفيت ، فقال لها عبيد الله : هذه سجاعة ! قد لعمري كان أبوك شاعرا اسجاعا ! قالت : ما للمرأة والسجاعة ان لي عن السجاعة ( 1 ) لشغلا ولكني نفثي ما أقول .

وروى عن حميد بن مسلم قال : اني لقائم عند ابن زياد حين عرض عليه علي ابن الحسين ، فقال له : ما اسمك قال : أنا علي بن الحسين قال : أولم يقتل الله علي بن الحسين ؟
فسكت فقال له ابن زياد : مالك لا تتكلم ؟
قال : قد كان لي أخ يقال له أيضا علي فقتلته الناس
قال : ان الله قد قتله .
قال : فسكت علي فقال له : مالك لا تتكلم ؟
قال : الله يتوفى الأنفس حين موتها وما كان لنفس أن تموت الا بإذن الله .
قال : أنت والله منهم ( ويحك انظروا هل أدرك والله أنى لاحسبه رجلا ( 2 ) فقال : اقتلوه .
فقال علي بن الحسين من توكل بهؤلاء النسوة ؟ وتعلقت به زينب عمته فقالت : يا ابن زياد حسبك منا أما رويت من دمائنا وهل أبقيت منا أحدا قال : فاعتنقته فقالت : أسالك بالله ان كنت مؤمنا ان قتلته لما قتلتني معه قال : وناداه علي فقال : يا ابن زياد إن كانت بينك وبينهم قرابة فابعث معهن رجلا تقيا يصحبهن بصحبة الإسلام

قال : فنظر إليها ساعة ثم نظر إلى القوم فقال : عجبا للرحم والله إني لأظنها ودت لو أني قتلته أنى قتلتها معه دعوا الغلام انطلق مع نسائك . قال حميد بن مسلم لما دخل عبيد الله القصر ودخل الناس نودي الصلاة جامعة فاجتمع الناس في المسجد الأعظم فصعد المنبر ابن زياد فقال : الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله ونصر أمير المؤمنين يزيد بن معاوية وحزبه وقتل الكذاب الحسين بن علي وشيعته فلم يفرغ ابن زياد من مقالته حتى وثب إليه عبد الله بن عفيف الأزدي ثم الغامدي ثم أحد بني والبة وكان من شيعة علي كرم الله وجهه وكانت عينه اليسرى ذهبت يوم الجمل مع علي فلما كان يوم صفين ضرب على رأسه ضربة وأخرى على حاجبه فذهبت عينه الاخرى ، فكان لا يكاد يفارق المسجد الأعظم يصلي فيه إلى الليل ثم ينصرف قال : فلما سمع مقالة ابن زياد قال : يا بن مرجانة ان الكذاب ابن الكذاب أنت وأبوك والذي ولاك وأبوه ! يا بن مرجانة ! أتقتلون أبناء النبيين وتكلمون بكلام الصديقين ! فقال ابن زياد : علي به .

قال : فوثبت عليه الجلاوزة فأخذوه قال : فنادى بشعار الأزد يا مبرور ! قال : و عبد الرحمان بن مخنف الأزدي جالس ، فقال : ويح غيرك ! أهلكت نفسك وأهلكت قومك ، قال : وحاضر الكوفة يومئذ من الأزد سبعمائة مقاتل ، قال فوثب إليه فتية من الأزد ، فانتزعوه فأتوا به أهله ، فأرسل إليه من أتاه به فقتله ، فأمر بصلبه في السبخة فصلب هناك .


1 ) السجع : الكلام المقفى أو موالاة الكلام على روى واحد وقد يطلق السجع على الكلام المسجع وسجع الخطيب سجعا نطق بكلام له فواصل فهو سجاع وسجاعة بتشديد الجيم وهذا ما أراده ابن زياد في قوله وأجابته زينب بأن لها ما يشغلها عن سجع الكلام وما ورد في النسخة ( الشجاع والشجاعة ) تحريف .
2 ) ان على بن الحسين السجاد كان قد ولد له محمد الباقر ( ع ) يومذاك ، ومع هذا لا يستقيم هذا القول وهذه الجملة زيادة في الرواية لم ترد ضمن رواية الطبرسي في اعلام الورى .
Powered by: InnoPortal Plus 1.2 - Developed by: InnoFlame.com